يتحدث المدربون إلى الموظفين، فيدفعونهم إلى تشخيص النعاس إذا ما غلبهم خلال أدائهم عملهم، ثم يشجعونهم على عدم الامتناع عن مقاومته باعتباره «عيباً» أو من الممنوعات في المكتب. بل على العكس، يقولون لهم، إذا جارى المرء شعور النعاس الذي ينتابه، ونام لمدة ربع ساعة فقط، فسيستيقظ في حالة من النشاط الاستثنائي ويعوض عن العمل الذي ضيّعه في أثناء نومه، بينما إذا ظل مستيقظاً ومتعباً، فإن إنتاجيته ستقلّ بلا شك.
ولا تعترض الهيئات الإدارية للشركات على العملية هذه، لأنها في النهاية تفضل موظفاً ينام فترة وجيزة وينجز الكثير، على آخر يقاوم نعاسه وينتج أقل.
وفي البداية، كانت مدرسة «ريسميد» تستقبل تلاميذها في مقرها الباريسي. لكن مديرها استنتج، في مرحلة لاحقة، أن زيارات دورية للشركات يقوم بها المدربون قد تحقق توعية أفضل. فبدأ اتصالاته بهيئتين كبيرتين، هما مؤسسة الكهرباء الفرنسية وشركة «توتال» الضخمة.
وعندما استطاع إقناع إدارة كل منهما بتطبيق فكرته، علماً أنها لم تكن عملية سهلة وتطلبت أشهراً عدة قبل أن تفتح أي من الشركتين أبوابها لمدربي «ريسميد»، توالت اتصالات من شركات أخرى بإدارة المدرسة من أجل تنظيم برامج توعية لموظفيها. علماً أن المدرسة تنظم أيضاً حصصاً تدريبية في مقرها، والهدف منها التغلب على مشاكل الأرق الليلي.
وآخر أخبار دروس النوم تتمثل في جولة لفرق المدربين في الكثير من المدن الفرنسية الريفية، بهدف نشر المفاهيم والتمارين التي بدأت ممارستها في باريس.
وقد أعربت إدارة المدرسة عن رغبتها في نشر برنامجها خارج الحدود الفرنسية، إذ قد تعثر فيه دول أجنبية، كما هو مأمول، على وسيلة لتحسين إنتاجيتها، فتقرر الاستعانة بخدمات المدربين على النوم، علماً أن «ريسميد» بدأت تعيين مدربين وتعليمهم طريقتها في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.