بفستانها الابيض الفضفاض البراق عند الصدر، اطلت فيروز على جمهور غصت به قاعة مسرح "بلاتيا" الجديد في أولى حفلاتها الأربع المبرمجة على هذا المسرح. وتحيي فيروز حفلة ثانية السبت واخرين في السادس عشر والسابع عشر من الشهر الحالي.
وقدمت فيروز حوالى 15 أغنية موزعة على فصلين، في حين أدى الكورس الذي ضم ثمانية منشدين، مجموعة أخرى من أغنيات فيروز، منها "على مهلك"، و"لاقونا يا اهل الدار"، و"مراكبنا عا المينا" وكذلك أغنيات من مسرحيات نجلها زياد الرحباني، ك"عايشة وحدا بلاك"، وغيرها.
ولم تتوسط المطربة اللبنانية الكبيرة الخشبة كعادتها بل وقفت على يمينها ، في مقابل الاوركسترا والكورس. وتألفت الفرقة الموسيقية من 27 عازفا قادها بحيوية المايسترو هاروت فازليان.
استهلالا، غنت فيروز "مسيتكم بالخير" من مسرحية "ناطورة المفاتيح"، وبعدها "تعا ولاتجي" و"غيروا أهل الهوى"، و"القمر بيضوي ع الناس" من مسرحية جسر القمر.
وتحية الى الفنان الراحل فيلمون وهبة، غنت "على جسر اللوزية " و"طيري يا طيارة " التي اشعلت الجمهور وفاجأته. وكذلك قدمت اغنية "وين بدنا نسافر"، ببعدها السياسي والاجتماعي، من مسرحية "صح النوم"، وهي عبارة عن حوار غنائي مع الكورس.
وفي مقدمة الفصل الثاني عزفت الاوركسترا مقدمة البوم "بالافراح" لزياد الرحباني، لتطل فيروز بعباءة انيقة بيج مشكوكة ببرق ذهبي وتغني "ايه في امل" التي تحمل عنوان البومها الاخير الذي صدر في العام 2010. ومن الالبوم نفسه انشدت "حبيت ما حبيت" .
وكانت اجواء الجاز حاضرة في "صباح ومسا" من البوم "و لا كيف" لزياد الرحباني الصادر في العام 2002. وعادت الى اجواء السبعينات في "فايق ولا ناسي" ويا مغزال" للاخوين رحباني.
وصفق الجمهور بحرارة عندما حملت فيروز الدف في "ميلي بخصرك" لنصري شمس الدين، وشاركها الكورس الحوار على طريقة الزجل بين فيروز والفنان الكبير الراحل ، وفي هذا الحوار مقطع يقول "إن ماسهرنا ببيروت منسهر بالشام"، اثار حماسة الجمهور الكثيف الآتي من سوريا.
ونزولا عند رغبة الجمهور عادت الى المسرح لتقدم " جينا لحلال القصص" من مسرحية "الشخص" للاخوين الرحباني، والختام كان "بكرا برجع بوقف معكم".
وفي نهاية الحفلة ركض احد الحاضرين واعتلى الخشبة وركع مقبلا قدم فيروز.
وحضر الحفلة جمهور كبير من خارج لبنان، وخصوصا من سوريا والكويت ودول خليجية أخرى.
وقال خالد مهايمي لوكالة فرانس برس إنه جاء خصيصا مع ولديه وزوجته من دمشق لحضور حفلة فيروز. وأضاف "انا اعيش فيروز. أملك كل اغنياتها، الجديدة والقديمة".
وقالت مي الآتية من سوريا أيضا "لا مشكلة لدي. أيا كان ثمن البطاقة، أنا مستعدة لدفعه لكي أحضر حفلته. الغالي يرخص لها".
اما علي الذي أتى من دمشق، فرأى أن الحفلة "تطير العقل"، في حين دمعت عينا زوجته دانة حين اطلت فيروز بالابيض وتمنت ان يكون زياد الرحباني على البيانو مرافقا لوالدته في اغنياتها.