وما دعاني لكتابة هذا المقال هو تعرّفي على ملكة جمال اميركا للعام 2011 اللبنانية الاصل ريما فقيه، فكم تمنيت ان تشبهها ملكتنا العتيدة يارا الخوري مخايل التي ولا بد من ان نذكر حكاية التقائها بالملكة ريما خلال مسابقة ملكات جمال العالم في البرازيل فلم تلق عليها التحية والسلام، وهذا اما ينمّ عن قلة أخلاق، او غرور وتكبّر، او غيرة وحسد.
انهما ملكتان، الاولى تمثل لبنان وتتغزل في المحافل الدولية بالكونغو، والثانية تمثل اميركا ولا تتوانى عن تذكير كل العالم وفي كل المحافل الدولية بانها اميركية الهوى ولبنانية الاصل والفصل والجذور. الاولى تنزعج من زحمة لبنان والثانية تنتظر زيارته ولو لايام قليلة بفارغ الصبر. الاولى تمدح بلدا بعيدا والثانية تتغزل بأرضها اللبنانية وتؤكد لكل الناس بان لبنان بلد الحرف والحضارة بلد فيروز وجبران وبلد الابداع والثقافة، الاولى خطفت انفاس اللبنانين والثانية خطفت قلوبهم خصوصاً بتصريحاتها الاخيرة في مهرجان بياف حيث صرحت امام الجميع بان هذا التكريم الذي نالته من لبنان يشعرها وكأنها نالت جائزة اوسكار، واضافت بان لبنان انجبها واميركا تبنتها وتفتخر بالاثنين، وختمت بجملتها الشهيرة التي حصدت التصفيق الحار "من نكر اصله لا اصل له".
الاولى القت اللوم على صحافة لبنان بانها كانت السبب وراء خسارتها بل واتهمت الاعلاميين انهم جهلة لم يفهموا ما قالته بالانكليزية – رغم أننا علمنا ان معظم من كانوا مشاركين في مسابقة جمال العالم استغربوا كلماتها وسخروا كيف تذمّ ملكة ببلادها وتمدح بلادا غريبة-، بينما الثانية لم تتوان عن اعطاء التصاريح لكل الصحافيين ومندوبي وسائل الاعلام المرئية المكتوبة والمسموعة فأسرتهم بتواضعها وبعفويتها وصدقها.
بين الاولى والثانية سقط تاج وارتفع آخر.
وقد حان الوقت ليسترجع لبنان تاج جماله.